فصل: (سورة الأنبياء: الآيات 48- 49):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأنبياء: الآيات 48- 49]:

{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر قد حرف تحقيق {الفرقان} مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة في الموضعين {ضياء} معطوف على الفرقان منصوب ومثله {ذكرا}، {للمتّقين} متعلق بـ: {ذكرا}.
جملة: {آتينا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
{الذين} موصول في محلّ جرّ نعت للمتّقين، {بالغيب} متعلق بـ حال من الفاعل في {يخشون}، الواو عاطفة {من الساعة} متعلق بـ الخبر بـ {مشفقون}، وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: {يخشون} لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {هم مشفقون} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

.البلاغة:

العدول عن الفعلية إلى الاسمية:
في قوله تعالى: {وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} عدول عن الخطاب بالجملة الفعلية،
كما هو مقتضى السياق، إلى الخطاب بالجملة الاسمية، للدلالة على أن حالتهم فيما يتعلّق بالآخرة الإشفاق الدائم.

.[سورة الأنبياء: آية 50]:

{وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {مبارك} نعت للخبر ذكر مرفوع مثله الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء للاستئناف {له} متعلق بـ: {منكرون} وهو خبر أنتم.
جملة: {هذا ذكر} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أنزلناه} في محلّ رفع نعت ثان لذكر.
وجملة: {أنتم له منكرون} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة الأنبياء: الآيات 51- 52]:

{وَلَقَدْ آتَيْنا إبراهيم رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ (51) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ (52)}.

.الإعراب:

{ولقد رشده} مرّ إعراب نظيرها، {قبل} اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلق بـ: {آتينا}، {الواو} عاطفة {به} متعلق بـ: {عالمين} والضمير يعود على إبراهيم.
جملة: {آتينا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: {كنّا به عالمين} لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم والجملة فيها معنى التعليل.
{إذ} ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلق بـ: {آتينا} أو بـ {عالمين}، {لأبيه} متعلق بـ: {قال}، {ما} اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره {هذه}، {التماثيل} بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مرفوع {التي} اسم موصول في محلّ رفع نعت للتماثيل {لها} متعلق بـ: {عاكفون}.
وجملة: {قال} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {ما هذه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أنتم لها عاكفون} لا محلّ لها صلة الموصول {التي}.

.الصرف:

{التماثيل}، جمع تمثال، اسم لما يصنع شبيها بخلق اللّه، وزنه تفعال بكسر فسكون، تماثيل وزنه تفاعيل.

.[سورة الأنبياء: آية 53]:

{قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ (53)}.

.الإعراب:

{لها} متعلق بـ: {عابدين} وهو مفعول به ثان عامله وجدنا منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {وجدنا} في محلّ نصب مقول القول.

.[سورة الأنبياء: آية 54]:

{قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (54)}.

.الإعراب:

{لقد كنتم} مثل لقد آتينا، وهو فعل ناقص {أنتم} ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد لاسم كان {آباؤكم} معطوف على الضمير المتّصل اسم كان {في ضلال} متعلق بمحذوف خبر كنتم.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كنتم في ضلال} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.

.[سورة الأنبياء: آية 55]:

{قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ (55)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام {بالحقّ} متعلق بـ: {جئتنا}، {أم} المتّصلة حرف عطف {من اللاعبين} متعلق بمحذوف خبر المبتدأ أنت.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أجئتنا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أنت من اللاعبين} في محلّ نصب معطوفة على جملة جئتنا.

.الفوائد:

- أم العاطفة:
هي على نوعين: متصلة ومنفصلة.
أ- المتصلة: هي التي يكون ما بعدها متصلا بما قبلها، ومشاركا له في الحكم. وهي التي تقع بعد همزة الاستفهام أو همزة التسوية:
مثال همزة الاستفهام: أعليّ في الدار أم خالد؟
ومثال همزة التسوية: {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} وقد سمّيت متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر.
ب- المنقطعة: هي التي تكون لقطع الكلام الأول واستئناف ما بعده، ومعناها الإضراب، كقوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ}.
ملاحظة: قد تتضمن أم المنقطعة معنى الاستفهام الإنكاري إلى جانب الإضراب نحو {أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ}!

.[سورة الأنبياء: الآيات 56- 57]:

{قالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالأرض الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)}.

.الإعراب:

{بل} للإضراب الإبطاليّ {الذي} موصول في محلّ رفع نعت لربّ السموات الواو عاطفة {على ذلكم} متعلق بـ: {الشاهدين}، {من الشاهدين} متعلق بمحذوف خبر المبتدأ أنا.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {ربّكم ربّ السموات} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {فطرهنّ} لا محلّ لها صلة الموصول الذي.
وجملة: {أنا من الشاهدين} لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّكم رب...
الواو عاطفة التاء للقسم اللّه لفظ الجلالة مقسم به مجرور، والجارّ والمجرور متعلق بـ فعل محذوف تقديره أقسم اللام لام القسم {بعد} ظرف منصوب متعلق بـ: {أكيدنّ}، {مدبرين} حال منصوبة من فاعل تولّوا.
والمصدر المؤوّل {أن تولّوا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {أقسم باللّه} لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّكم رب السموات...
وجملة: {أكيدنّ} لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: {تولّوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.

.الفوائد:

- أحرف القسم:
أحرف القسم ثلاثة، الياء والواو والتاء.
وإذا حذفت حرف القسم نصبت المحلوف به، فتقول: اللّه لأفعلن. وكذلك كل خافض، إذا حذفته نصبت الاسم بعده على حذف حرف الجرّ، أو على نزع الخافض، يختلف التعبير والمعنى واحد. وسوف نعرّج على بحث أحرف القسم مرة أخرى إن شاء اللّه.

.[سورة الأنبياء: آية 58]:

{فَجَعَلَهُمْ جُذاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة {جذاذا} مفعول به ثان منصوب {إلّا} أداة استثناء {كبيرا} مستثنى بإلّا منصوب {لهم} متعلق بـ نعت لـ {كبيرا}، {إليه} متعلق بـ: {يرجعون}.
جملة: {جعلهم} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {لعلّهم يرجعون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يرجعون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.الصرف:

{جذاذا}، قيل هو مصدر بلفظ المفرد، وقيل هو اسم للشيء المكسور كالحطام، وقيل هو جمع جذاذة كزجاج وزجاجة، وزنه فعال بضمّ الفاء.

.[سورة الأنبياء: آية 59]:

{قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)}.

.الإعراب:

{من} اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، {بآلهتنا} متعلق بـ: {فعل}، اللام المزحلقة للتوكيد {من الظالمين} متعلق بمحذوف خبر إنّ.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {من فعل} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {فعل هذا} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: {إنّه لمن الظالمين} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

.[سورة الأنبياء: آية 60]:

{قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إبراهيم (60)}.

.الإعراب:

{فتى} مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف {له} متعلق بـ: {يقال}، {إبراهيم} في إعرابه أوجه: الأول، هو نائب الفاعل بتضمين يقال معنى يسمّى.. أو يقصد الاسم لا المسمّى.
الثاني: هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، أو هذا.. والجملة مقول القول أي نائب الفاعل.
الثالث: هو مبتدأ خبره محذوف تقديره: إبراهيم فاعل ذلك.. والجملة محكيّة.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سمعنا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يذكرهم} في محلّ نصب نعت لفتى.
وجملة: {يقال} في محلّ نصب نعت ثان لفتى.

.[سورة الأنبياء: آية 61]:

{قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61)}.

.الإعراب:

الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {به} متعلق بـ: {ائتوا}، {على أعين} متعلق بـ حال من الضمير في {به} أي ظاهرا أو مكشوفا.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ائتوا به} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان هو فأتوا به... وجملة الشرط وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لعلّهم يشهدون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يشهدون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.[سورة الأنبياء: آية 62]:

{قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إبراهيم (62)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام، {بآلهتنا} متعلق بـ: {فعلت}.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أنت فعلت} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {فعلت هذا} في محلّ رفع خبر المبتدأ أنت.
وجملة: {يا إبراهيم} لا محلّ لها اعتراضيّة بين الحوار القائم.

.البلاغة:

تجاهل العارف:
في قوله تعالى: {أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إبراهيم} فن طريف من فنونهم، يسمى تجاهل العارف. وهو سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة، تجاهلا منه، ليخرج الكلام مخرج المدح أو الذم، أو ليدل على شدة الوله في الحب، أو لقصد التعجب أو التوبيخ أو التقرير. وهو على قسمين: موجب ومنفي. والآية التي نحن بصددها من التجاهل الموجب الجاري مجرى التقرير.